بقلم : سفيان صهران
بين حلم الهجرة وتحقيق الذات، تسقط عشرات المغربيات في فخاخ شبكات دعارة منظمة تنشط بين المغرب وتركيا، مستعملة وسطاء محليين وإعلانات مغرية تعد بـ”فرص عمل ذهبية” في مطاعم وملاهي ليلية بإسطنبول، مقابل أجور خيالية وسكن راقٍ.
تبدأ القصة غالبًا بإعلان بسيط على مواقع التواصل أو “واسطة” من معارف، يعِد بعقد عمل قانوني ومصاريف السفر مؤمّنة، بل وحتى تسهيلات في الإقامة. الشروط؟ فقط “الشكل المقبول والانضباط في العمل”.
لكن خلف هذه العروض الوردية، تختبئ شبكات تستغل الفتيات فور وصولهن، حيث تُسحب منهن جوازات السفر، ويُفرض عليهن العمل القسري في ظروف مهينة، تحت التهديد والعنف النفسي والجسدي.
ضحايا سابقات تحدثن عن “جحيم إسطنبول”، حيث تُحبَسن في شقق مراقَبة، ويُجبرن على تقديم خدمات جنسية لزبائن الملاهي دون موافقتهن، تحت ذريعة “تعويض تكاليف السفر والإقامة”. وبعضهن لا ينجحن في الهروب إلا بعد شهور من المعاناة، وأخريات يُرحَّلن في صمت، محمّلات بالخزي والصدمة.
السلطات التركية، في أكثر من مناسبة، أعلنت عن تفكيك خلايا للاتجار بالبشر تضم مواطنين من جنسيات مختلفة، بينهم مغاربة. لكن السؤال يبقى: أين الخلل ؟ كيف تنجح هذه الشبكات في استدراج الشابات؟ وهل يكفي الصمت والتكتم لحماية الأخريات من نفس المصير؟
الخبراء في قضايا الهجرة والاتجار بالبشر يؤكدون أن غياب التوعية، وواقع الفقر والهشاشة، إضافة إلى تطبيع المجتمع مع “الهجرة بأي ثمن”، كلّها عوامل تُغذي هذا النزيف الصامت.
وفي ظل غياب حملات تحسيسية فعّالة وتنسيق أمني صارم مع الدول المستقبِلة، تبقى شريحة من الشابات المغربيات عُرضة للاستغلال، في انتظار لحظة صحو… قد لا تأتي أبدًا.