سفيان صهران
لا تزال مدينة فاس تحت صدمة الفاجعة التي حوّلت الحي الحسني إلى مقبرة تحت الأنقاض، بعدما انهارت عمارة آهلة بالسكان، كانت مصنفة منذ مدة ضمن المباني الآيلة للسقوط، مخلفة 10 ضحايا أبرياء، بينهم أطفال ونساء، وجرحى تتراوح حالاتهم بين المستقرة والحرجة.
الليلة التي عاشتها العاصمة العلمية ليل الخميس/الجمعة، لم تكن كسائر الليالي، بل كانت ليلة سوداء بكل المقاييس، حيث خيم الحزن والخوف ورائحة الموت على المكان، فيما تسابقت المصالح الأمنية، والوقاية المدنية، والقوات المساعدة في سباق مع الزمن لانتشال الجثث، وإنقاذ من يمكن إنقاذه من تحت ركام البناية المنهارة إلى جانب مساعدة من اولاد الشعب من أبناء المنطقة الشعبية .
وسط صرخات المكلومين وبكاء الجيران، تحول الحي إلى مأتم مفتوح، فيما تعالت الأصوات المطالبة بـفتح تحقيق فوري لمحاسبة كل من قصّر أو تهاون في إنقاذ الأرواح أو تجاهل خطورة العمارة رغم تصنيفها المسبق ضمن البنايات المهددة بالانهيار.
روائح الموت لم تكن وحدها في المكان، بل كانت رائحة الإهمال، والتقاعس الإداري، والمأساة الاجتماعية التي دفعت بعائلات للاستمرار في السكن داخل بنايات منهارة معنويًا قبل أن تنهار ماديًا.
فاس حزينة، تبكي أبناءها… وتنتظر عدالة تليق بجراحها.