دايرين فراسهم الضحك :حافلات لقافلة جزائرية إلى غز_ة دون طحين ولا دواء تثير سخرية الجزائريين

الحقيقة 2410 يونيو 2025
دايرين فراسهم الضحك :حافلات لقافلة جزائرية إلى غز_ة دون طحين ولا دواء تثير سخرية الجزائريين

في مشهد يقترب من كرنفال فولكلوري أكثر من كونه مبادرة إنسانية، أطلقت الجزائر ما أسمته «قافلة الصمود» باتجاه غزة، وسط زغاريد وشعارات طنانة.. لكن دون أثر يُذكر لمواد إغاثية أو مساعدات ذات قيمة!


استعراض تلفزيوني
انطلقت القافلة صباح يوم أمس الإثنين 9 يونيو من العاصمة الجزائرية محمّلة بأكثر من 200 مشارك بين نشطاء وبرلمانيين وحتى دبلوماسيين – نعم، دبلوماسيين – في خطوة بدت أقرب إلى استعراض تلفزيوني منها إلى تحرك فعلي لإغاثة الفلسطينيين. الرسالة التي أرادوا إيصالها للعالم كانت ببساطة: “نحن هنا.. ولو بلا فائدة”.

وبينما كانت طائرات من دول عربية أخرى تنقل الأطنان من الغذاء والدواء والمستلزمات الطبية، اختارت الجزائر أن ترسل مجموعة من الأفراد، على متن حافلات بدت وكأنها استعيرت من مهرجان محلي، مزخرفة بالأعلام واللافتات.. لكنها فارغة من أي محتوى حقيقي.

هذه القافلة، التي يُفترض أنها متجهة نحو معبر رفح مرورًا بتونس وليبيا، بدت كرحلة استعراضية مجهولة المصير، خاصة وأنها انطلقت قبل حتى أن تحصل على التأشيرات اللازمة للعبور إلى الأراضي المصرية، ومن ثم إلى سيناء فغزة.


رئيس القافلة، الناشط يحيى صاري، تحدث لوسائل الإعلام وكأنه يقود جيش التحرير باتجاه القدس، واصفًا المبادرة بأنها “رسالة قوية للعالم”، بينما العالم منشغل فعلاً بإرسال المساعدات الضرورية لغزة.. وليس بالخطب الرنانة أو المسيرات الدعائية.

في الوقت الذي تواصل فيه طائرات من المغرب ومجموعة من الدول شحن المساعدات إلى القطاع بصمت وفعالية، تكتفي الجزائر بإرسال عشرات الأفراد في حافلات مهترئة، محشورين كأنهم في رحلة مدرسية نحو مهرجان محلي، مرفقين بلافتات ضخمة وتصريحات فارغة.


ولم تمر دقائق على نشر صور «القافلة الفارغة» حتى عجّت منصات التواصل الاجتماعي بموجات من السخرية، حيث علّق ناشط جزائري قائلاً: “هل هذه قافلة إنسانية أم فرقة موسيقية؟ ضجيج بلا محتوى!”، فيما ردّ آخر بتهكم: “يبدو أنها الحلقة الجديدة من مسلسل (من سيربح آخر علبة سردين؟)”.

أما إحدى المتابعات على صفحة إخبارية جزائرية، فقد لخصت الموقف بجملة موجعة: “غزة لا تحتاج صيحات في الهواء، بل شاحنات صامتة مليئة بالدقيق والدواء”.
ولعل هذا التعليق وحده كافٍ لتلخيص المأساة: حين تتحول المبادرات الإنسانية إلى عروض مسرحية أمام الكاميرات، يفقد العمل التضامني جوهره، ويُختزل إلى حملة دعائية للنظام العسكري.

لقد اعتاد النظام العسكري الجزائري على ترديد نشيد «نحن مع فلسطين»، لكنه نشيد لا يصمد أمام الحقائق: علاقات خفية مع إسرائيل تحت غطاء صفقات تجارية، ومشاريع اقتصادية مشتركة بأسماء مستعارة، في مقابل خنق أي صوت شعبي صادق يُعبّر عن تضامنه الحقيقي مع غزة داخل البلاد.

الاخبار العاجلة