في خطوة غير مسبوقة بإقليم صفرو واصلت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو المنضوية تحت لواء الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، برنامجها النضالي باعتصام بالكمامات الطبية لأعضاء المكتب الإقليمي يوم الجمعة 9 مارس 2018 بساحة المديرية الإقليمية للتعليم بصفرو، بعد تنظيمها لوقفات احتجاجية وإصدارها لبيانات متتالية، وذلك تضامنا مع ضحايا عملية تدبير الفائض الذين طالتهم تكليفات مجحفة حيث أوصلهم مقلاع المديرة الإقليمية -حسب تعبير البيان- إلى مناطق تبعد عن مقر عملهم الأصلي ب أزيد من 60 كلم، و أيضا تضامنا مع ضحايا الحركة الانتقالية لموسم 2016/2017 بعدما أضحت طعونهم نسيا منسيا.
الخطوة جاءت بعدما استنفذت نقابة “دحمان” كل المساعي نحو حل نهائي لمشكل المتضررين من التكليفات التي وصفتها ذات النقابة بالمجحفة، معتبرة تدبير للمديرية الإقليمية للتعليم بصفرو تدبيرا فاشلا الذي لازال يقبع فيما سماه المكتب الإقليمي لذات النقابة “مستنقع الاستعباد” في تدبير البشر عوض تدبير الموارد البشرية كفن لممارسة تدبير الكفاءات ومراعاة الجودة في الأداء، والذي يتعزز بروح الإبداع والتخطيط والمهنية العالية، لا بمنطق الإجراءات التقنية البسيطة التي لا تعدو أن تكون إلا “لعبة شطرنج” بيد لاعب وحيد على رقعة إقليم مترامي الأطراف، تنتظر كوادره التربوية -وخصوصا الفائضون منهم- لمسة حظ تراعي استقرارهم الاجتماعي والنفسي يضيف المكتب.
ولتوضيح أسباب هذه المحطة النضالية، أكد الكاتب الإقليمي للجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو، على أن قرار الاحتجاج جاء بعد سلسلة من المحطات النضالية الإقليمية كان من ابرزها وقفتين احتجاجيتين أضف إلى ذلك ثلاث اعتصامات، مضيفا أن هذه المحطة جاءت كذلك بعد تعنت المديرة الإقليمية في معالجة مختلف التظلمات نتيجة التكليفات التي وصفها بالمزاجية والمجحفة في حق بعض نساء ورجال التعليم، معتبرا تكليف أساتذة يعملون ويقطنون بجماعة رباط الخير للتدريس بجماعات تبعد بأزيد من 60 كلم كجماعة العنوصر مثلا، هو تحد صارخ للحق القانوني في استقرار الاسرة التعليمية، محذرا من محاولة المسؤولين تحويل المدرس إلى وسيلة ديداكتيكية وإفراغ دوره في تحقيق جودة التعلمات وفي ممارسة التنشئة الاجتماعية مما يتطلب الأخذ بعين الاعتبار استقراره الاجتماعي والنفسي.
واعتبر “بولعيد قبوش” استمرار سياسة الغموض التي لازالت تكتنف تدبير الإدارة لملف ضحايا الحركة الانتقالية للموسم الفارط، وعجزها أو تلكئها في معالجة مختلف الطعون، هو استمرار للعقاب النفسي وتعميق للجروح الغائرة لفئة انتهى أملها في الحصول على منصب ينهي مأساة سنوات طوال على رؤوس الجبال وأعماق القفار بعدما أقدمت الوزارة وفي تحد صارخ للقانون على سحب طلبات مشاركتهم في الحركة الوطنية والجهوية بدعوى أنهم اختاروا مناصب داخل إقليمهم، مضيفا أن النقابة عازمة على اتخاذ كل الأشكال النضالية المشروعة للتصدي لمختلف الآثار السلبية لهذه القرارات المجحفة والأحادية على وضعية نساء ورجال التعليم بالإقليم..
هذا وقد دعت الجامعة الوطنية لموظفي التعليم بصفرو إلى تنظيم وقفة احتجاجية يوم 9 أبريل 2018 استكمالا لبرنامجها النضالي احتجاج على ما سماه البيان الصادر بتاريخ 28 فبراير 2018 “سياسة الهروب إلى الأمام”، و ” قاعدة كم حاجة قضيناها بتركها”، و ” منطق الاستفراد”، و ” تحويل الاختلاف إلى تحد ذاتي”، و ” استمرار سلوك ” مرض العظمة”، الأمر الذي أسهم -حسب نص البيان- في توسيع رقعة الضرر حينما أصبح المدرسون تحت رحمة مقلاع المديرة في إشارة من النقابة إلى التكليفات التي وصفت بالمجحفة في حق عدد من المدرسين.