في زمنٍ بدأت فيه بعض القيم الإنسانية تنحسر أمام زخم الماديات، تبرز الطبيبة دنيا الجامعي، أخصائية طب الأطفال بمدينة فاس، نموذجاً للطبيبة التي لا تكتفي بعلاج الأجساد، بل تُضمّد أيضاً جراح الأرواح، وتزرع الطمأنينة في قلوب الأسر التي تقصد عيادتها.
فهي الأم والإنسانة قبل أن تكون الطبيبة، تتعامل مع أطفالها المرضى بعطف الأم الحنون، وتستقبل أولياء أمورهم بابتسامة دافئة، تؤكد أن مهنة الطب رسالة قبل أن تكون وظيفة.
الدكتورة دنيا الجامعي، المعروفة بين زملائها بدقتها العلمية وحرصها على مواكبة أحدث المستجدات في مجال طب الأطفال، راكمت تجربة مهنية مهمة جعلت منها مرجعاً لدى الأسر الفاسية، بفضل أسلوبها الراقي في التواصل، وقدرتها على الجمع بين الصرامة المهنية والحنان الإنساني.

تؤمن د. دنيا أن الطبيب ليس مجرد شخص يصف الدواء، بل هو مستشار ومربٍّ ومرافق نفسي للأسرة، خصوصاً في الحالات الحرجة التي تستدعي الكثير من الدعم المعنوي. لذلك، لم يكن غريباً أن تحظى باحترام كبير داخل الوسط الطبي، وأن تُصنّف من بين أبرز طبيبات الأطفال بالجهة، لما تُبديه من تفانٍ وإخلاص في عملها اليومي.
ولأنها أم قبل كل شيء، تعرف جيداً معنى الخوف على الطفل المريض، فتتعامل مع الحالات بإنسانية ورفق، تراعي الحالة النفسية للأمهات وتمنح وقتاً كافياً لكل استشارة، إيماناً منها بأن الطب الحقيقي لا يُقاس بعدد المرضى بل بجودة العناية.
بهذا الحضور الإنساني المضيء، تسطع الدكتورة دنيا الجامعي كأحد الوجوه الطبية المشرفة بمدينة فاس، التي تبرهن أن المهنة حين تمتزج بالضمير، تتحول إلى رسالة نبيلة تُعيد الثقة في الطب المغربي، وتمنح الأمل لقلوب صغيرة تنبض بالحياة.






