الخدير عماري بطاحي… رجل السياحة الهادئ الذي حمل فاس في قلبه

الحقيقة 24منذ ساعة واحدة
الخدير عماري بطاحي… رجل السياحة الهادئ الذي حمل فاس في قلبه

في مدينة فاس، حيث تختلط الذاكرة بالحاضر، ويصنع التاريخ إيقاعه الخاص، برز اسم الخذير عماري بطاحي كأحد الوجوه الشابة التي اشتغلت بصمت وإصرار داخل القطاع السياحي، قبل أن يجد نفسه منخرطاً في قضايا الشأن المحلي، مدفوعاً بحبّ متجذر لهذه المدينة العريقة التي يعتبر نفسه أحد أبنائها البررة.

جذور فاسية وهوية مهنية تشكلت بين السياحة والتنمية

ينحدر الخذير عماري بطاحي من وسط فاسي أصيل، ويُعرف عنه ارتباطه الوثيق بالحاضرة الإدريسية فاس ، ليس فقط باعتبارها مسقط رأسه، بل باعتبارها فضاءً عاش فيه طفولته ووعيه الأول، وترسخت داخله قيم الانتماء والمسؤولية تجاه مدينة 12 القرن .

اختار الخدير منذ سنوات العمل داخل القطاع السياحي، مجال يتطلب معرفة دقيقة، صبراً، وقدرة على بناء الثقة. سرعان ما خطّ مساره الخاص داخله، مستفيداً من علاقاته المهنية واطلاعه الواسع على خصوصيات السياحة الثقافية بمدينة فاس، إحدى أكثر المدن المغربية تعقيداً وأعمقها جمالاً.

رجل أعمال بنَفَس اجتماعي

بعيداً عن الصورة النمطية لرجال الأعمال، عُرف عماري بطاحي بميله إلى الانخراط في المبادرات الاجتماعية التي تهدف إلى تنشيط السياحة وتثمين الموروث الحضاري للمدينة.حيث يصفه عدد من المقربين بأنه “رجل هادئ لا يحب الأضواء، ويُفضل أن يتحدث عمله عنه”.

طيلة سنوات مضت ، ظل حاضراً في عدد من اللقاءات المهنية التي تهم القطاع السياحي، مدافعاً عن مكانة فاس وعن قدرة المدينة على استعادة بريقها، كلما توفرت رؤية واضحة وإرادة مشتركة بين الفاعلين.

المسؤول المنتخَب… الصراحة عنوان التعامل

دخوله عالم تدبير الشأن المحلي بحزب الاستقلال لم يكن صدفة. فطوال مساره، أبان عماري بطاحي عن حسٍّ مدني واضح، ورغبة في المساهمة في تحسين الحياة العامة داخل المدينة التي أحبها حين تقلّد مسؤوليات داخل الجماعة، حمل معه أسلوبه الخاص في العمل: الوضوح، الصراحة، وقرب المسافة مع المواطنين.

كان، حسب شهادات متتبعي الشأن العام، من المنتخبين الذين يفضلون تواصلًا مباشراً مع السكان، ويستمعون لكل التفاصيل، دون أن يَعِد بما لا يمكن تحقيقه.

مدافع عن السياحة… وأمل في استعادة الموقع الدولي لفاس

يؤمن الخدير بأن مدينة فاس “لا تحتاج إلى معجزة، بل إلى تنظيم، وعمل جماعي، ورؤية حقيقية”. هذا الموقف ظل يردده في عدة مناسبات، وهو ما جعله من الأصوات المهنية التي تطالب بتحديث البنية التحتية السياحية، وتحسين جاذبية المدينة، ورد الاعتبار لمجال الترويج السياحي الذي اعتبره دائماً نقطة ضعف أساسية.

بفضل خبرته المهنية، تمكن من نسج علاقات واسعة مع فاعلين محليين ودوليين، جعلته أحد الأسماء التي تُعرف داخل القطاع السياحي بقدرتها على قراءة التحولات، والتعامل مع الأزمات بهدوء وحكمة.

محبوب في محيطه… ورجل عاشق لمدينته

“حب كبير لفاس”… هكذا يصفه كل من اشتغل إلى جانبه.
ليست مجرد عبارة، بل قناعة راسخة انعكست في كل مساره، سواء داخل السياحة أو داخل الشأن المحلي. فهو من النوع الذي لا يخفي عاطفته تجاه المدينة، ولا يتردد في الإشارة إلى أن فاس “تستحق الأفضل دائماً”.

يحظى بطاحي بتقدير واسع داخل محيطه المهني، وبين الساكنة التي تعرف تواصله القريب، وهو تقدير يعكس صورة رجل بنى حضوره تدريجياً، باعتماد قيم النزاهة والعمل الجاد، بعيداً عن مبالغة الخطاب أو استعراض الإنجازات.

بين الماضي والمستقبل… اسم حاضر في النقاش العام

اليوم، ومع تجدد النقاش حول الأسماء التي يمكن أن تلعب أدواراً أكبر في خدمة المدينة والجهة، يعود اسم عماري بطاحي إلى الواجهة. لكن حضوره في النقاش العمومي لا يأتي من باب الادعاء أو البحث عن موقع، بل من باب رصيد مهني واجتماعي راكمه طوال سنوات.

ويبقى السؤال مفتوحاً:

هل سيواصل بطاحي مساره في خدمة المدينة من موقعه داخل القطاع السياحي والمجتمع المدني؟
أم سيجد نفسه مستقبلاً ضمن أدوار أوسع داخل تدبير الشأن العام؟

ما هو مؤكد أن مساره، كيفما تطور، سيظل مرتبطاً بمدينة فاس… مدينة لا يخفي بطاحي يوماً أنها “قضيته الأولى والأخيرة”.

الاخبار العاجلة