شهدت مدينة فاس تنظيم ندوة جهوية مميزة أشرفت عليها جمعية فضاء التنمية المستدامة، وذلك في إطار الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء والفتيات. وقد جاء هذا اللقاء، الذي جمع نخبة من الفاعلين والخبراء، ليؤكد مرة أخرى أهمية النقاش العمومي حول قضايا المساواة والوقاية من كل أشكال العنف المبني على النوع الاجتماعي.
تميزت الندوة بحضور مجموعة من المتدخلين من مجالات مختلفة، بينهم باحثون، حقوقيون، ممثلو مؤسسات رسمية ومدنية، إضافة إلى مهتمين بقضايا المرأة والتنمية. وقد تناول المشاركون، عبر مداخلاتهم، جوانب متعددة من ظاهرة العنف، سواء المرتبطة بالجانب القانوني أو الاجتماعي أو التربوي.
وأكد المتدخلون أن تعزيز ثقافة المساواة والاحترام يظل السبيل الأنجع للحد من العنف، مشددين على أهمية الاستثمار في التربية والتحسيس والتوعية، إلى جانب تفعيل الآليات القانونية التي تضمن الحماية والإنصاف.
وأجمع المشاركون على أن مواجهة العنف ليست مسؤولية جهة واحدة، بل جهد جماعي يتطلب انخراطاً مُتواصلاً من المؤسسات العمومية، المجتمع المدني، الفاعلين المحليين، ووسائل الإعلام، من أجل خلق بيئة آمنة تحفظ كرامة النساء والفتيات وتضمن لهن حقوقاً متساوية وفرصاً متكافئة.
كما شددوا على ضرورة تعزيز قدرات المتدخلين في الميدان، وتحسين شروط استقبال النساء ضحايا العنف، وتوفير المواكبة النفسية والاجتماعية والقانونية لهن.
وفي ختام اللقاء، نوهت جمعية فضاء التنمية المستدامة بالدور الحيوي الذي تلعبه الحملة الوطنية لوقف العنف ضد النساء والفتيات، مؤكدة أن هذه الندوات تشكل مناسبة لإعادة تسليط الضوء على التحديات المطروحة، وتعزيز التنسيق والشراكة بين المتدخلين لتحقيق نتائج ملموسة على أرض الواقع.
وقد خلصت التوصيات إلى ضرورة الاستمرار في تنظيم لقاءات مماثلة، وتكثيف البرامج التوعوية، وإشراك الشباب في النقاش، باعتبارهم قوة مؤثرة في تغيير السلوكيات وبناء مجتمع قائم على المساواة والاحترام المتبادل.
