اكتسح حزب العدالة و التنمية انتخابات الرابع من شتنبر 2015، ما خول له تدبير الشان المحلي لكل المقاطعات ناهيك عن مجلس المدينة، وإزاحة حزب الاستقلال عن كرسي العمودية بعدما كان يعتقد انه تملك زمام الامر بالعاصمة العلمية وليس هناك من هو قادر على الاطاحة به، مخلفا ورائه مدينة مشوهة تتسع رقعتها يوما بعد يوم، و تنتشر معها كل الآفات الاجتماعية من فقر و تهميش و بطالة، و ما يرافقها من معضلات اجتماعية اخرى.
اليوم و بعد مرور ازيد من ثلاث سنوات على تولي حزب العدالة و التنمية تدبير الشأن المحلي بمدينة فاس، يتساءل سكان المدينة و فعاليات المجتمع المدني حول حصيلة المسيرين الجدد، بعدما تبين لهم ان لاشيء تغير، باستثناء اتمام بعض اشغال الواجهة التي تركها العمدة السابق، و الاهتمام بالشكليات و السفريات و الملتقيات التي يسوق لها موقع المجلس الجماعي.
غياب مشاريع على ارض الواقع تمكن من تجاوز وضع البؤس الذي باتت تعيشه المدينة، يعزيه المتتبعون للشان العام الى غياب استراتيجية واضحة لدى الحزب الحاكم في وضع مخططات وبرامج للارتقاء بالمدينة وتنمية مواردها في افق الرفع من جودة الخدمات التي يشرف على تنفيدها المجلس الجماعي، و حسب راي ذات المتتبعين فان هذا الوضع يعود الى كون العدالة و التنمية بفاس بنت مجدها بالركوب على اخطاء حميد شباط الذي راكم من الهفوات ما يكفي ليجعل من الوصفة الجديدة لحزب العثماني الحل الامثل في نظر المتتبعين للتغيير المنشود.
مدينة فاس اليوم ليست في حاجة الى مهرجانات تدر الرماد فوق العيون، وتسوق صورة خاطئة على المدينة، و لا الى خطابات رنانة، و اسطول من السيارات يستغله جيش من المستشارين، بل هي في حاجة الى رد الاعتبار، من خلال العمل على تكافئ الفرص بين الاحياء، و اعادة النظر في البنيات التحتية المتهالكة، و اعطاء دفعة قوية للصناعات بخلق دينامية جديدة بالاحياء الصناعية، وو ضع مخططات للتنمية المجالية و المستدامة تؤهل المدينة وتخرجها من حالة الفوضى التي باتت تعيشها، حيث الشوارع الرئسية اصبحت محتلة من قبل الباعة المتجولين كمؤشر لتزايد معدل البطالة، وخلق فرص الشغل، و انشاء فضاءات ثقافية ورياضية و ترفيهية، عوض الاجهاز على ما تبقى منها، مثل ما يقع الان بمنطقة واد فاس، لفك العزلة عن الاحياء الهامشية التي اصبحت عبارة عن نقط سوداء تفرخ الجريمة و كل الافات الاجتماعية.
حزب العدالة و التنمية اليوم امام امتحان عسير، و التاريخ يشهد ان سكان مدينة فاس لا يغفرون لمن اساء الى المدينة وسكانها، و على المدبرين للشأن المحلي تدارك ما تبقى من زمن الولاية الجماعية لاعادة الاعتبار للعاصمة العلمية، و الا فانهم سيجدون انفسهم خارج التاريخ كما سابقيهم.