انتشار ظاهرة التسول بفاس ، يلطخ صورة العاصمة العلمية للمملكة وسط مطالب تدخل الجهات المعنية

الحقيقة 244 يونيو 2022
انتشار ظاهرة التسول بفاس ، يلطخ صورة العاصمة العلمية للمملكة وسط مطالب تدخل الجهات المعنية

عرفت السنوات الأخيرة تنامي ظاهرة التسول بمدينة فاس بشكل مهول، خاصة بعد تداعيات أزمة كورونا.


وأصبحت تستقطب هاته الظاهرة العديد من الجنسيات ، أفارقة من جنوب الصحراء سوريين و العديد من الهاربين من جحيم الحروب و النزاعات المسلحة، و كذلك من ممتهني التسول المغاربة من مختلف الأعمار.


جائحة كورونا أرخت بظلالها على الشارع الفاسي حيث يعرف النشاط الاقتصادي كسادا حقيقيا، و يعد القطاع السياحي من أبرز المتضررين، و انضافت ظاهرة التسول إلى المعاول التي تهدم جدران هذا القطاع، مما أثار سخط الناس معتبرين انها ظاهرة مرضية خاصة كونها تنهج سياسة استدرار عطفهم ومحاولة الاستحواذ على مشاعرهم لاكتساب ودهم ومن ثمّ نقودهم، و يعد يوم الجمعة عيد المتسولين ، فتجدهم على جنبات الطرق ،وأبواب المساجد وكذا المستشفيات، و عند شبابيك الأبناك في صورة بشعة لابتزاز المواطنين.


ككل سنة تتم مناقشة هاته الظاهرة بدون الخروج بحل جذري للحد من تكاثرهافي ظل تساهل السلطات و الغياب التام لجمعيات المجتمع المدني، فأمام غياب تشخيص عميق يحدد بجلاء أسبابها الحقيقية، تبقى ظاهرة التسول مسيئة للوطن.


و يبقى السؤال ، أين الجمعيات التي تستفيد من المال العام لمحاربة هاته الظاهرة ؟ وما دورها في اصلاح منظومة الشان المحلي ؟ و هل ستكون في يوم ما فرصة لمساءلة كل المتدخلين في هذا الشأن عن سبل الحل و أسباب الإخفاق؟ أم أن دار لقمان ألفت بقاءها على حالها، بينما يعيش المواطن الفاسي في جحيم يومي لا نهاية تلوح له في الأفق.

الاخبار العاجلة