في خرق سافر لمبدأ المساواة في تدبير الشأن المحلي على مستوى مجلس جماعة فاس، ارتأى العمدة البقالي تخصيص منحة دسمة لكل من مقاطعة سايس و مقاطعة جنان الورد تقدر ب 140 مليون سنتيم في حين لم تستفد مقاطعتَي زواغة و المرينيين سوى من 40 مليون سنتيم رغم الكثافة السكانية التي تعرِفانها و شساعة المساحة الجغرافية.
هذا التفضيل الصارخ بين مكونات مجالس المقاطعات، لقي استنكارا شديدا من لدن مجلسَيْ مقاطعَتَي المرينيين و زواغة، مما قد يؤدي إلى قلب الطاولة على السيد العمدة في المحطات المقبلة.
فما الذي جعل السيد العمدة سخيا بهذا القدر على مقاطعة جنان الورد ؟ هل هو الحنين إلى الماضي و عرفان بالجميل، كونه كان رئيسا لهذه المقاطعة في ولايتين ( بين 2003-2015) ؟ هل هي محاباة لزميله و رفيقه في الحزب السيد رضى عسال رئيس مقاطعة جنان الورد ؟ هل هو كسب عطف ساكنة جنان الورد و سايس من أجل الاستعداد المبكر للاستحقاقات التشريعية المقبلة ؟ هل باقي أعضاء مكتب مجلس جماعة فاس راضون عن هذا التمييز ؟ هل المنسقون الاقليميون المشكلون للتحالف و منهم السيد محمد السليماني رئيس مقاطعة أكدال سيصمت عن هذا القرار و هو الذي لم يحصل سوى على 50 مليون سنتيم ؟
يوم بعد يوم يتفكك التحالف المكون للأغلبية بمدينة فاس، و يتحول التلاحم إلى تشتت “ما حدها تقاقي و هي تزيد فالبيض”، و لعل الأشهر القادمة ستكون ساخنة و حافلة بالأحداث التي قد تفجر الأغلبية قبل الأوان.