في خطوة حكيمة و بتعليمات من طرف السيد والي جهة فاس مكناس، تم هذا إيقاف أشغال كل من تهيئة ساحة فلورونس و شارع علال الفاسي، من أجل إعادة دراسة جدوى هذين المشروعين المهمين على مستوى البنية التحتية لمدينة فاس.
و بحسب مصادر مطلعة فإن السيد الوالي أمر بتوقيف الأشغال و ذلك للأخذ بعين الاعتبار للمرآب التحت أرضي بساحة فلورونس و توسعة شارع علال الفاسي مع تهيئة طريق “الباص واي” وسط الشارع.
هذا المستجد على مستوى الأشغال المنطلقة في جل شوارع فاس خلق ارتياحا لدى الساكنة نظرا لأهمية موقف السيارات في تعزيز البنية التحتية وسط المدينة بالإضافة لأهمية مشروع “الباص واي” الذي سيساهم في تعزيز منظومة النقل الحضري بالمدينة.
في هذا السياق، جدد فاعلون جمعويون تقديرهم لحسن التدبير الذي أبداه السيد الوالي منذ قدومه لمدينة فاس، كما نوهوا بحكامة التدبير معتبرين المشروعين الأولين في نسختهما السابق تبذيرا للمال العام و سطحية في الرؤية و ضعف في التصور الذي قام بتنزيله الوالي السابق بخصوص هذين المشروعين. و هكذا فإن التعديل الذي أمر به السيد الوالي سيحسن البنية التحتية للمدينة لا سيما و أن فاس ستكون حاضرة في الاستحقاقات الرياضية القارية لكأس إفريقيا و كأس العالم التي سينظمها المغرب.
و بناءً على هذه الخطوة الهمة، يُتوقع أن تساهم هذه التعديلات في تحسين وجه المدينة وتعزيز جاذبيتها الاقتصادية والسياحية. فتوسيع شارع علال الفاسي، الذي يُعد شرياناً مهماً للحركة المرورية بفاس، سيقلل من الازدحام ويوفر مساحات أرحب لمستعملي الطريق، سواء كانوا من المشاة أو أصحاب المركبات. كما أن إنشاء مرآب تحت أرضي في ساحة فلورونس سيحل مشكلة النقص الحاد في مواقف السيارات وسط المدينة، مما سيعزز من راحة السكان والزوار على حد سواء.
وفي سياق متصل، يرى مراقبون أن هذه التعديلات تأتي استجابةً لتطلعات السكان الذين لطالما طالبوا بمشاريع تلامس احتياجاتهم الحقيقية، بدل المشاريع الشكلية التي تفتقر إلى رؤية بعيدة المدى. كما أن توقيف المشاريع غير المدروسة يعد مثالاً حيًا على حوكمة رشيدة تضع مصلحة المواطنين فوق كل اعتبار، وتسعى لتحقيق التنمية المتوازنة والمستدامة.
و هكذا فإن هذا القرار الجريئ يُعتبر خطوة إيجابية في سبيل تطوير مدينة فاس وجعلها نموذجاً للمدن المغربية التي تجمع بين التاريخ العريق والبنية التحتية الحديثة. ومع اقتراب الاستحقاقات الرياضية القارية والدولية، تبقى هذه المشاريع فرصة لإبراز فاس بحلتها الجديدة بما يتلاءم و وضعها الاعتباري العريق.
