خديجة الحجوبي.. امرأة تركت وظيفتها لتَتَطوّع و تصبح أيقونة العمل الجمعوي بجهة فاس مكناس

الحقيقة 2411 أبريل 2021
خديجة الحجوبي.. امرأة تركت وظيفتها لتَتَطوّع و تصبح أيقونة العمل الجمعوي بجهة فاس مكناس

لعلّ الكثير منكم إن لم نقل جُلّكم سمعوا بهذا الإسم “خديجة الحجوبي” : إنها أيقونة العمل الجمعوي بجهة فاس مكناس. كفاءة نسائية قَلّ نظيرها في المغرب، امرأة بألف رجل، ترعرعت داخل أسرة وطنية مقاومة، و تربت على حب  الوطن منذ نعومة أظافرها.



بنت القائد الحجوبي و بنت منطقة المرينيين بفاس، سخّرت حياتها للعمل التطوعي و للدفاع عن هموم المواطنين. 27 سنة من العطاء داخل مؤسسة التعاون الوطني منحت عبرها كل الدعم لمن هم في حاجة إليه بفاس و خارج فاس.


بعد كل هذا المشوار المهني الحافل، قررت الحاجة خديجة أن تغادر الوظيفة العمومية من خلال المغادرة الطوعية لتتفرغ بشكل كامل للعمل الجمعوي التطوعي.

هكذا أسست رفقة صديقاتها جمعية قافلة نور الصداقة، بمنطقة المرينيين بفاس و خاصة ملحقة ظهر الخميس.

ركزت الجمعية منذ بدايتها على التكوين و التأطير و التطوع و الترافع عن قضايا النساء و الفئات الهشة، فَلَقِيت نجاحا باهرا، فأحبها المواطنون و هذا من علامات قول الرسول صلى الله عليه و سلم : “إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال : إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول : إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض…”.

أولى مراكز القرب التي شكلت ملاذا آمنا للنساء و الفتيات المنحدرات من مناطق هشة، كان المركز النسوي المرينيين. جعلت الأستاذة خديجة من هذا المركز خلية نحل دائمة الحركة و الدينامية : تستقبل فيه النساء ضحايا العنف، كما قامت بتسخيره لَهُنّ من أجل التكوين و المصاحبة القانونية و الإجتماعية و النفسية..لتعمل بعدها على التمكين الاقتصادي لهن و مساعدتهن على الولوج إلى سوق الشغل و الاستقلال المادي.


من بين النماذج الناجحة التي عملت الجمعية على تأهيلها و تمكينها اقتصاديا، نجد الفرقة النحاسية الفاسية التي أصبح لها صيت كبير وطنيا بفضل مواكبة رئيسة جمعية قافلة نور الصداقة خديجة الحجوبي.

إنجاز آخر متميز كانت الجمعية سباقة إليه وطنيا هو الترافع عن المهاجرين الأفارقة بالمغرب، حيث قدمت لهم الدعم بمختلف أشكاله ماديا و معنويا : التكوين و التأطير و المواكبة إلى غاية الحصول على أوراق الإقامة و الولوج إلى العمل بفضل الشراكات التي وقعتها الجمعية مع المنظمة الدولية للهجرة و التعاون الوطني و كذلك وزارة الهجرة. كل هذه الشراكات جعلت الجمعية تخطو وراء صاحب الجلالة في الإستراتيجية التي أطلقها لاستضافة المهاجرين الأفارقة.


المشاريع المتعددة و العمل التطوعي لم يقف عند هذا الحد فقط ؛ إذ أسست جمعية قافلة نور الصداقة لمفهوم جديد للتضامن و عرس تطوعي سنوي مع كل شهر رمضان.

تمكنت الجمعية في كل سنة من توزيع آلاف القفف للفقراء و المعوزين بمختلف أحياء مدينة فاس. أكثر من هذا، فالجمعية باشرت في السنوات الأخيرة توزيع الإعانات الرمضانية في كل أقاليم الجهة حتى تخفف من وطأة مصاريف هذا الشهر المبارك.
الأجمل في هذا التطوع، هو الحس التضامني العالي لجميع المتدخلين : أعضاء الجمعية ،المحسنون، السلطات المحلية… كلهم تجندوا في نكران تام للذات من أجل خدمة الصالح العام. 


في ذات السياق، مع اكتشاف أول حالة لفيروس كورونا المستجد بالمغرب و مع فرض الحجر الصحي في مارس من السنة الماضية، تدخلت جمعية قافلة نور الصداقة على مستوى جهة فاس مكناس و على مستوى مدينة فاس خاصة  لتدخل الفرحة و السرور في قلوب آلاف الأسر المعوزة، فقامت بتوزيع الآلاف من القفف و عَمِلت على مساعدة الفئات الهشة التي فقدت عملها بسبب الحجر الصحي حتى تمكنهم من تخطي آثار هذه الجائحة.


و من بشائر الخير كذلك هذه السنة مع حلول شهر رمضان المبارك هو تَجَنُّد الجمعية هذه السنة أيضا لتوزيع قفة رمضان على الآلاف من المحتاجين بفضل المحسنين و بفضل الشراكات المبرمة مع العديد من المؤسسات.

فهنيئا لساكنة فاس بالسيدة خديجة الحجوبي و بهذه الجمعية التي قدمت الكثير من أجل خدمة الوطن و المواطنين و التي ما زالت على العهد دعما لكل الفئات الهشة و كل من يطرق أبوابها.

الاخبار العاجلة