في تدوينة فايسبوكية جديدة أطل بها علينا الزعيم الاستقلالي ( م . ز ) ، ردا على مقالنا المنشور أول أمس حول تدوينة له اتهم فيها سلطات فاس بالتقصير في أداء واجباتها ، يحاول مرة أخرى زعيمنا الاستقلالي تضليل قرائه و متتبعيه وهذه المرة عبر إيهامهم أنه لم يكن يقصد بلفظ “السلطات” السلطات المحلية وإنما سلطات أخرى ، لا نعلم من تكون و من أين استمدت سلطتها .
إذا لم تكن ل ( م . ز ) القدرة على التفرقة بين السلطات المحلية و المجالس المنتخبة ، و يعتبر الأخيرة سلطات هي أيضا ، فتلك طامة كبرى وجهل مركب ليس لدينا متسع من الوقت هنا لإعطاء دروس حولها لصاحبنا رغم أنه مهندس دولة و عاش الترف و البضخ أيام حميد شباط كرئيس لمصلحة الطرقات و “الفاهم يفهم” ، أما إذا كان يحاول تغليط قرائه و رفع تهمة تشكيكه في أدوار السلطات المحلية بفاس ، فتلك حيلة لا يمكن أن تنطلي على موقع الحقيقة 24 .
ثم من هي الجهة المخولة لها بفاس وبكل مدن المملكة مباشرة تطبيق إجراءات الحظر الصحي و القيام بتدابير الوقاية و الاحتراز ، أليست هي السلطات المحلية ، و مادخل المنتخبين بذلك ، هذا إذا فرضنا جدلا أن صاحبنا كان يقصدهم و يعتبرهم سلطة هم أيضا .
زعيمنا الاستقلالي يعلم جيدا قبلنا أنه كان يقصد بتدوينته السلطات المحلية ، لهذا ترك لفظ السلطات مفتوحا على التأويل مخافة أي متابعة ، فحتى إذا تمت مواجهته بما هو منسوب إليه من تدوينات ، سيجد ذريعة سهلة كالتي استعملها معنا : “أنا تحدثت عن السلطات و ليس السلطات المحلية ” .
( م . ز ) و حتى يزيد قرائه تضليلا ، حاول أن يرمي بالكرة في ملعب الصراعات السياسة كي ينجو من التداعيات التي خلفتها تدويناته ، فبكل وقاحة و بكل غباء وفي خطوة غير محسوبة و مكشوفة اتهم فيها موقعنا بأن له حسابات مع التنظيم الحزبي الذي ينتمي إليه ، لكن الشيء الذي تعمد زعيمنا إخفائه كذبا و تظليلا هو أن موقع الحقيقة 24 ليست له أي عداوة مع حزب الاستقلال الذي يكن لأطره و مناضليه بفاس كل التقدير و المودة و الاحترام ، بل إن الموقع يعتبر حزب الاستقلال إحدى الركائز الحزبية الرصينة التي طبعت و مازالت تطبع المشهد السياسي بفاس و الوطن ، معتزا في ذات الوقت بالحكامة التنظيمية و التدبيرية التي يخطوها ذات التنظيم السياسي بكل بقاع الوطن و بكل الجماعات الترابية التي يشرف على تدبير شؤونها المحلية ،
وبالتالي يا زعيمنا المحترم ، كان حريا بك عوض محاولتك الفاشلة هاته الإيقاع بين موقعنا و بين تنظيمك السياسي الذي نحترمه و نقدر له و طنيته التي لا تقبل الشك و المساوة – كان عليك – أن تسحب تدوينتك و تعتذر لقرائك و لساكنة مدينة فاس و لسلطاتها المحلية دون لف أو دوران أو مراوغة .