حامد وضاح
إن أي حديث عن الحكامة الرشيدة او تخليق الحياة العامة او تقريب الإدارة من المواطن سيكون فاقد للمعنى، إذا لم نعط للتكوين الاداري الجيد والصارم قيمته القصوى، لذلك كنا نجد دائما هذه المساحة الساشعة الفاصلة بين رجل السلطة / الإدارة والمواطن، وغالبا ما كان يملأ هذا الفراغ بينهما بسوء الفهم او السخط وعدم الرضى أو حتى اللجوء إلى العنف بشتى تجلياته المادية والرمزية.
كان علينا انتظار ميلاد عهد جديد للسلطة، يظهر فيه رجلها ،أولا، كمواطن محكوم عليه باحترام القانون ،وثانيا محكوم عليه بهدم تلك الاسوار العالية التي بناها كحاجز بينه وبين المواطنين ،وثالثا محكوم عليه بالتفاني في خدمة خدمتهم. ومع هذا العهد الجديد سيظهر تلة من الشباب المتشبع بالثقافة القانونية والحقوقية والاجتماعية، سيطوعون المرفق العمومي وسيجعلون أبوابه مفتوحة في وجه كل المواطنين.
ولتأكيد كلامنا هذا، وجب تعزيز هذا التحول في علاقة رجل السلطة بالمواطن، بمثال من مدينة فاس، حيث استقبلت عدة قياد خريجي الفوج 53 من الإدارة الوطنية وهم: القائد حاتم اوحداش رئيس الملحقة الإدارية الرياض والقائد إلياس بوشيدة رئيس الملحقة الإدارية الاندلس والقائد شريف الذي عين مدير ديوان السيد والي جهة فاس – مكناس.
وقد أبان هؤلاء القواد ، ورغم حداثة عهدهم بالمهمة التي أسندت لهم وسنهم ،حيث ،لازالوا كلهم شبابا، عن حنكة ودربة في التنظيم و تدبير الشأن الترابي المحلي والتسلح بفضيلة الانصات والتواصل اليومي مع المواطنين والحضور شبه اليومي في حياة الناس، في الأسواق والاحياء والشوارع… ،كما أبانوا عن صرامة في تطبيق القانون والتنسيق الناجع مع رئيس السيد باشا المدينة.
إنه مثال حي عن حياة السلطة المحلية بمدينة فاس يمكن اعتباره صورة مصغرة عن التحولات العميقة التي عرفتها مؤسسة السلطة بربوع وطننا العزيز تحت إشراف لصيق للولاة والعمال.