عادل عزيزي
تزامنا مع موجة الحرارة التي يعرفها إقليم تاونات في فترة الصيف، على غرار عدد من مدن المغرب خلال الشهر الحالي، طالبت أصوات جمعوية وفعاليات مهتمة بالشأن المحلي رئاسة المجلس الجماعي لمدينة تاونات بفتح المسبح الجماعي، الذي لا يزال مغلقا في وجه أبناء المدينة وباقي الزوار، وسط تضارب المعلومات بشأن أسباب إغلاقه.
وظل المسبح ذاته، على مدى سنوات، المتنفس الوحيد للتاوناتيين، لا سيما الأسر التي لا تقوى على السفر لمعانقة مياه البحر.
وفي هذا السياق، اعتبرت عدد من الفعاليات المدنية وعدد من المهتمين بالشأن المحلي بالمنطقة، في تصريحات متطابقة لـ” الحقيقة 24″ أن استمرار إغلاق المسبح مسألة غير مفهومة وغير مبررة، خصوصا وأن المنطقة تعرف ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة التي تكتوي بنارها قاطنوا هذه البقعة الجغرافية المحسوبة على المغرب العميق.
جمال، واحد من المهتمين بالشأن المحلي بإقليم تاونات، قال إن “فصل الصيف قد اشتعلت ناره وما تزال تاونات بدون مسبح، باعتبار أن المسبح البلدي الوحيد فيها اغلقت أبوابه أمام العموم منذ سنوات لأسباب مجهولة، ما جعل الوديان والأنهار هي الوجهة الوحيدة التي يقصدها شباب المنطقة رغم الأخطار المحدقة بهم، خاصة أن العديد من الأطفال يغرقون بتلك الوديان الخطيرة”.
وأشار جمال ضمن تصريح لجريدة “الحقيقة 24″، أن “السلطات العمومية والمنتخبة مدعوة إلى الانكباب على إحداث المرافق الأساسية الخاصة بفصل الصيف بهذا الإقليم، وذلك عبر تخصيص ميزانيات جديدة لتشييد المرافق الضرورية مثل المسابح، حتى تكون هناك متنفسات حقيقية للساكنة التاوناتية، خصوصا وأن تاونات تتميز بارتفاع درجة الحرارة خلال شهري يوليوز وغشت من كل سنة”.
رشيدة، فاعلة مدنية بتاونات، اعتبرت ضمن تصريح لـ”الحقيقة 24″، أن “غياب المسابح في إقليم تاونات عامة وجماعة تاونات خصوصا يعد مسألة غريبة في ظل الحرارة المرتفعة بالمنطقة طيلة أغلب شهور السنة وحاجة السكان خصوصا الأطفال والشباب منهم لفضاءات الترفيه والانتعاش إضافة إلى توافد أعداد مهمة من الجالية المقيمة بالخارج إلى المنطقة في هذه الأوقات من السنة”.
وأشار ت الفاعلة، إلى أن “السكان بهذا الإقليم المهمش يعانون من مشاكل عديدة ومنها غياب فضاءات الترفيه كالمسابح التي كان من الطبيعي فتحها وإنشاؤها في تاونات الحار جوها، للتنفيس والتخفيف من معاناة الأطفال والشباب خصوصا، علما أنه في الآونة الأخيرة فقدت مجموعة من الأسر فلذات أكبادها غرقا في وادي أسرى و نهر ورغة حيث تغيب المراقبة وشروط الصحة والأمان”.
وأوضحت المتحدثة، أنه “على الدولة من خلال المجلس الإقليمي لتاونات والجماعات الترابية المنتشرة في الإقليم المترامي الأطراف العمل على فتح وانشاء مسابح وفضاءات الترفيه لفائدة الصامدين في هذه المنطقة التي تتجاوز فيها الحرارة الأربعين درجة خلال الصيف”.
وختم الفاعلون تصريحهم بالقول، أنهم “من هذا المنبر، و باعتبارهم من فعاليات مدنية بهذا الإقليم، فإنهم يسألون رئيس الجماعة الترابية لتاونات عن الأسباب الحقيقية الكامنة وراء إغلاق المسبح البلدي الذي صرفت عليه أموال طائلة، ثم يفاجأ الشباب والأطفال بأبوابه التي ما تزال لحد الساعة موصده”.
و جدير بالذكر، تعرف مدينة تاونات في فصل الصيف ارتفاعا ملحوظا في درجة الحرارة، إذ تسجل هذه الأيام، درجات الحرارة جد مرفعة بلغت 47 درجة، وفق الأرقام التي كشفت عنها مواقع مختصة في تتبع الأرصاد الجوية؛ ما يضطر العديد من ساكنتها إلى التنقل إلى السدود والوديان و التي تشكل خطرا حقيقيا على حياتهم.