أطفال فقراء فاس يغامرون بالسباحة في الوديان و الأنهار الملوثة و إلى شافت الأميرة لالة مريم هاذ الفيديو واش أ يعجبها الحال؟؟

الحقيقة 245 أغسطس 2018

لا يجد أطفال الأحياء الشعبية بمدينة فاس و ضواحيها ملاذا لهم من حرارة فصل الصيف الحارقة، إلا اللجوء إلى السباحة بأقرب نهر أو واد، ومنهم من يبادر إلى “الزحف” على الأنهار المجاورة للمسابح و المنتجعات السياحية الباهضة الثمن في غياب مسابح مخصصة لأطفال العائلات المعوزة بأثمان رمزية

كلما ارتفعت درجة حرارة مدينة فاس “هرول” الأطفال نحو الوديان الآسنة و الأنهار الملوثة، من أجل تلطيف حرارة أجسادهم الصغيرة، ليسبحوا في مياهها العكرة غير آبهين بالأمراض الجلدية المحتملة ،و يتشكل أغلب الذين يلجؤون للوديان و الأنهار من أجل السباحة خلال فصل الصيف، من أطفال الأحياء الشعبية أو من أطفال الشوارع والمشردين.

ورغم ما تشكله السباحة في مثل هذه الأماكن الملوثة من أخطار على هؤلاء الأطفال، وأمام غياب بدائل تقيهم الحرارة المفرطة التي قد تتجاوز 45 درجة مئوية، لا يجد الأطفال بدا من اللجوء إلى مياه هذه الوديان للتلطيف عن أبدانهم من الحرارة المفرطة.

ومن الوديان الذي يعرف إقبالا كبيرا، للسباحة في مياهه من لدن الأطفال، واد عين الشقف القريب من المنتجع السياحي فندق رضا المشيد على جماعة عين الشقف الغنية بثروتها المائية القادمة من جبال الأطلس، مما يجعل من وديانها المتسخة قبلة “صالحة” للسباحة، تمكن الأطفال من الغطس فيها وهم ينتشون بالمياه الملوثة في غياب تام للمراقبة .

ويرجحت فعاليات جمعوية لجوء أطفال العائلات الفقيرة للسباحة بالنافورات و الوديان المجاورة لفاس و الملوثة إلى غياب أي مسبح عمومي في متناولهم، وذلك بعد إغلاق مسبحين عمومين اثنين بمدينة فاس، أولهما مسبح البطحاء الذي كان يشكل متنفسا لمجموع أحياء المدينة العتيقة لفاس وللأحياء المحيطة بها، كأحياء بندباب وعين قادوس وظهر الخميس وبنسليمان، وهو المسبح الذي جرى تحويله إلى إدارة للصناعة التقليدية، والمسبح الثاني هو المسبح البلدي للمدينة الجديدة والذي أصبح مغلقا طيلة السنة بعد أن تم تفويته إلى أندية السباحة بمدينة فاس التي تستغله لفائدة منخرطيها وبأثمنة مرتفعة، ولم يبق إلا مسبح عمومي وحيد قريب من ساكنة مدينة فاس وهو مسبح سيدي احرازم والذي يتطلب الوصول إليه التنقل عبر الحافلات وسيارات الأجرة، فضلا عن تأدية ثمن تذكرة الدخول إليه والتي تصل إلى 40 أو 50 درهما، وهو ما لا يمكن تحمله من طرف أغلب العائلات وخصوصا تلك التي لها عدة أبناء، أما المسابح “المصنفة” فتبقى بعيدة المنال عن ذوي الدخل المحدود، وخاصة أن أثمنة ولوجها قد تزيد عن 100 درهما للفرد الواحد.

ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه هل صاحبة السمو الملكي الأميرة لالة مريم المهتمة بقضايا الطفل و المرأة إذ شاهدت فيديوهات و صور هؤلاء الأطفال رفقة أمهاتهم يسبحون في المياه الملوثة معرضين حياتهم للخطر من غرق و أمراض و أوبئة بجماعة غنية بالثروات المائية و المنتجعات السياحية كفندق رضى و الجوهرة الخضراء … ستفتخر بالتسيير الممنهج من طرف بعض المنتخبين الذين لا يكلفون أنفسهم التفكير في مثل هذه الطبقة المحرومة من أبسط الأمور ، و لماذا يتم تكسير خارطة طريق سمو الأميرة لالة مريم و إقبار المجهودات التي تبذلها بحرمان المجالس المنتخبة بفاس خاصة من مسابح بلدية و أثمنة رمزية لأطفال العائلات الفقيرة من أبناء هذا الوطن .

بعض الأطفال عاينتهم الحقيقة24، حين كانوا يسبحون بالواد المجاور لفندق رضى المعروف “الحاجة”، برروا سبب لجوئهم إلى السباحة بهذا الواد إلى عدم قدرتهم على تأدية تذكرة ولوج المسابح الخاصة وبعد مسبح سيدي احرازم عن أحيائهم وعدم استطاعتهم التنقل إليه باستمرار، وطالبوا الجهات المعنية بالتفكير بإحداث مسابح عمومية لفائدتهم.

الاخبار العاجلة