اتفق العرب على ألا يتفقوا: فكرة الاحتجاج بارتداء القمصان المطبوعة بفاس تتبخر بسبب “شدلي نقطعلك” و المسؤولين عجبهم الحال

الحقيقة 249 سبتمبر 2018
اتفق العرب على ألا يتفقوا: فكرة الاحتجاج بارتداء القمصان المطبوعة بفاس تتبخر بسبب “شدلي نقطعلك” و المسؤولين عجبهم الحال

يشكل النسيج الجمعوي أحد الأركان الأساسية ضمن جهود حركة المجتمع المدني، حيث أصبح معولا عليه حاضرا ومستقبلا من أجل المساهمة في قيادة المسيرة التنموية، وذلك جنبا لجنب مع جهود الدولة وباقي القطاعات الخاصة الأخرى، خصوصا وأن النسيج الجمعوي أصبح قوة اقتراحية فعالة ومنظمة تسهم في تفعيل التنمية الشاملة والمستدامة وفي العمل على تحقيق التنمية البشرية.

تأتي هذه المقدمة تمهيدا لما قامت به بعض الفعاليات الجمعوية بفاس المدينة ،بعدما نفذ صبرها من مطالبة المسؤولين الساهرين على تدبير الشأن المحلي بفاس لإيجاد حلول ناجعة للنهوض بأوضاع مدينة 12 القرن اقتصاديا ،اجتماعيا، سياحيا و إنسانيا . فبعد أن طالبوا السيد السعيد ازنيبر والي ولاية جهة فاس مكناس بفتح مكتبه و استقبال الجمعويين و الإعلام و استقبال بعض الاقتراحات من أناس يذوقون الويلات جراء ما وصلت إليه فاس من غياب المشاريع و المبادرات التنموية و غياب رئيس جهتها امحند لعنصر الذي لم يقم بأية مبادرة أو استقطاب أي مستثمر أجنبي يفرج كربة فاس المنكوبة اقتصاديا و التي شارك عمدتها رئيس المجلس الجماعي ادريس الإدريسي الأزمي في تراجعها من حيث إهلاكه للبنيات التحتية وعدم إطلاق أية مشاريع تنموية لإنقاذ ما يمكن إنقاذه . ارتأت بعض الفعاليات الجمعوية الاحتجاج بطريقة سلمية و حضارية من خلال ارتداء قمصان تحمل عبارات ساخطة على الوضعية و ما آلت إليه فاس .

و من باب مقولة “اتفق العرب على ألا يتفقوا “، جعلوا العادي و البادي يضحك من خلال التراشق عبر حسابات فايسبوكية لأشخاص فيما بينهم حول من صاحب الفكرة و من طبقها و من سيطبقها ؟ فمن أول احتجاج سلمي بطريقة حضارية تقول أحد الفاعلات الجمعويات أنها هي صاحبة الفكرة و هي من اقترحتها في حين يقول آخرون هم من أخرجوها للوجود و أرادوا تطبيقها على أرض الواقع في حين خرج آخرون في تصريحات يقولون أنهم هم من تبنوا الفكرة و مجموعة أخرى تقول أنهم يشتغلون مع أناس تسترزق لتبدأ حرب التراشق بالاتهامات و التقليل من شأن بعضهم البعض تاركين المجال لمن يدبروا شؤوننا فرحين ب”فرق تسود” .

كفاكم من الأنانية أيها الفاعلون الجمعويون ، كفاكم من السباحة ضد التيار ، فالنضال و إيصال صوتكم إلى مراكز القرار تكون بالتكثل و العمل تحت سقف واحد لا بالتفرقة و القيل و القال ، لا يهم من صاحب الفكرة و لا يهم من أين انطلقت و لكن الذي يهم هو النتيجة المتوخاة ، هو هل نجحتم في إيصال صوتكم من الشارع إلى المسؤولين بدون فوضى ، هل المطالب المشروعة التي تبنيتم الدفاع عنها جعلت مراكز القرار تتحرك ، كيف لفكرة “الكبوط” أن تفرق بين مؤيدين و معارضين من فعاليات تقول أن همها هو الشأن المحلي بالحاضرة الإدريسية . لا تجعلوا منكم أضحوكة لإعلام و فعاليات جمعوية لمدن أخرى .

للتذكير فقط و بحكم أنني عايشتكم لسنوات بصفتي كصحفي سابق لأحذ المنابر الإعلامية المحلية ،عودوا لأيام خلت كان فيها “محمد الصنهاجي” يناضل من أجل فاس العتيقة و فضح الاختلالات بالمشاريع الملكية غير آبه بالعواقب ، و كم أسال “عاشور دويسي” مداده على مقالات يحاول تنوير الرأي المحلي بما آلت إليه أوضاع فاس المدينة ، و كم ناضل “محمد أعراب” و لازال يناضل من أجل إعلاء صوت الحق و تنبيه المسؤولين رغم الانتقاذات التي يتلقاها ، و نتذكر جيدا اجتماعات “الجيلالي النكاز” و هو يحاول جاهدا إنقاذ السياحة من خلال اقتراحات سابقة في الميدان الذي يعرفه ، و لن ننسى نضالات “عباس بنحربيط” حيث يقفل باب محله و يخطو في وقفات احتجاجية في عهد الوالي الدردوري و العمدة شباط … كان الكل يناضل من جهته لسنوات و أعوام و لا أحد يقول أنني أنا صاحب الفكرة أو لن أتبعك لأنك من الحزب الفلاني ، ماذا وقع اليوم ؟ هل لهذه الدرجة زرعت فيكم مواقع التواصل الاجتماعي الحقد و الكره و التفرقة ؟ أين تكثلاتكم ؟ كانت السلطات المحلية و الأمنية تعيش على أعصابها و تستنفر أجهزتها إذا بلغ إلى علمهم أنكم عازمون على مسيرة أو وقفة احتجاجية .

ففي أحد الفيديوهات تقول إحدى الفاعلات الجمعويات أنها صاحبة فكرة ارتداء قميص مكتوب عليه أوضاع فاس البائسة ، كان تشجيعها و السير معها في درب النضال و محاولة تحقيق المكتسبات أهون من التراشق فيما بينكم بتعاليق السب و القذف ، لو بحثم بين جنباتكم لوجدتم أن أخطبوطا بينكم أيها الفاعلون الجمعويون بفاس المدينة يتقمص دور الجلاد ، لا يسلم أحد من كلامه ، و الغريب أنه لا يقدر على المواجهة . فلا تبخسوا هذه الحملة الاحتجاجية السلمية ، و لا تجعلوا منها حملة بيع و شراء في الذمم.

نختتمها بالدارجة شنو أ تخسروا إلى كانت آمال هي مولات الفكرة و لا غيرها ؟ هي من كازا و دارت مشاريع هنا و جلست و فاش شافت أنها من المتضررين اقترحت فكرة و لا خدات فكرة و طبقتها المهم أنها امرأة و كتناضل معاكم ، كاين اللي أ يقول باللي كاتسترزق ، شنو غادي تسترزق من مسؤولين ما دايرين والو و كلها بلاكتو على ظهروا و نقيوا جنابكم من وحدين عاطينها للتخلويض و وقفوا رجال را المدينة و تجارها دايرين الأمل في الله و فيكم و ما تخليوا حتى سياسي أو حزب معين يركب على الموجة و الفاهم يفهم .

الاخبار العاجلة