بعد مرور حوالي خمس سنوات على توليه رئاسة مقاطعة المرينيين بمدينة فاس، قدّم خالد حجوبي استقالته رسميًا إلى والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس، مبررًا قراره برغبته في التفرغ لتجارته الخاصة باعتبارها مورد رزقه الوحيد.
وجاءت هذه الاستقالة لتفتح نقاشًا واسعًا في أوساط الساكنة والمتابعين للشأن المحلي، خاصة وأن فترة تسيير المقاطعة رافقتها وعود انتخابية متعددة، يعتبر عدد من المواطنين أنها لم تُترجم بالشكل المأمول على أرض الواقع، سواء على مستوى تحسين الخدمات أو معالجة الإشكالات اليومية التي تعاني منها عدد من أحياء المقاطعة.
ويرى متتبعون أن الجمع بين المسؤولية السياسية والتدبير المهني الخاص يظل إشكالًا مطروحًا بقوة في التجربة الجماعية، غير أن الانسحاب بداعي التفرغ لمصالح شخصية يطرح تساؤلات مشروعة حول مفهوم الالتزام السياسي، وحدود المسؤولية الأخلاقية للمنتخب تجاه الساكنة التي منحته ثقتها عبر صناديق الاقتراع.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه البعض الاستقالة خطوة قانونية ومشروعة، يرى آخرون أنها تعكس هشاشة العلاقة بين الوعود الانتخابية والممارسة الفعلية، وتعيد إلى الواجهة سؤال أخلاقيات العمل السياسي، ومدى استعداد المنتخبين لتحمل تبعات المسؤولية إلى نهاية الولاية الانتدابية.
وتبقى ساكنة مقاطعة المرينيين، في ظل هذا المستجد، في انتظار ما ستسفر عنه المرحلة المقبلة، ومن سيُعوَّل عليه لإعادة الثقة في العمل الجماعي المحلي، عبر برامج واقعية والتزام فعلي يضع مصلحة المواطن فوق كل اعتبار.
