اخضع لنا أو اتهمناك بأنك عميل و جاسوس

الحقيقة 2423 يوليو 2021
اخضع لنا أو اتهمناك بأنك عميل و جاسوس

سفيان.ص

أكثر من عشرين عاما من البناء و التشييد لمغرب الحداثة و الديمقراطية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس نصره الله لم تكن لِتُعجب الغرب الاستعماري و على رأسه فرنسا، التي كانت تعتبر قبل عهد قريب أن المغرب لا زال تابعا لها، بل و ربما مستعمرة من مستعمراتها، أو مقاطعة من مقاطعاتها ما وراء البحار.


استقلالية المغرب في اتخاذ قراراته و رسم استراتيجياته بعثرَت أوراق الأوروبيين، كما أن قوة جهاز الاستخبارات المغربي تحت إشراف السيد عبد اللطيف الحموشي ، و تَمَيُّزه عالميا بفضل تفكيكه العشرات من الخلايا الإرهابية و توفيره معلومات استخباراتية دقيقة لدول أوروبية تعتبر نفسها رائدة، مكنتها من تجنب حمامات دم، أثار حنق هذه الدول. فهي تبني اقتصادها و ديمقراطيتها على استغلال خيرات دول إفريقيا و على خضوع أنظمة هذه الأخيرة لها. هنا كان الفراق بين المغرب و الاتحاد الأوروبي في كثير من النقط ؛ حيث نشب خلاف بين المغرب مع ألمانيا و إسبانيا مؤخرا لأنه قرر الاستقلال في كل قراراته الداخلية و الخارجية، و اكتشف حينها أن وحدته الترابية مهددة و هناك مؤامرة تحاك ضده من طرف هؤلاء.


هاته المؤامرة التي لم تنتهي بعد، إذ استمرت جهات خارجية برعاية تلك الدول من خلال منظمات و مؤسسات إعلامية بضرب مصالح المغرب، و نسج قصص من مخيلتها تتهم عبرها المغرب بالتجسس على رؤساء و دبلوماسيين و صحافيين. إفك ما بعده إفك، “قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ” مصداقا لقوله تعالى. فحبل الكذب قصير ؛ و حتى إذا ما فترضتا جدلا أن هذه الاتهامات صحيحة، فلماذا ابتلعت ألمانيا و فرنسا لسانهما عندما تعلق الأمر  بالولايات المتحدة الأمريكية التي سخرت جهاز الاستخبارات س.أ.إ. للتنصت على ميركل و زعماء فرنسيين
كيف لمنظمة أمنيستي و تَجَمُّع “فوربيدن ستوريز” أن يتهما المغرب بالتجسس و هما لا يملكان أدنى دليل على إدانته. هذه الإدعاءات المغرضة دفعت شركة إن.إس.أو. الإسرائيلية مُصنّعة برنامج “بيكاسوس” لِتَخرُج عن صمتها مؤكدة أن هذا البرنامج موجه للحكومات بهدف مكافحة الإرهاب و الجريمة العابرة للحدود و ليس التنصت على مسؤولين و حكوميين أو صحافيين.
المشكل هنا مشكل هذه الدول نفسها التي سخرت تلك المنظمات و سخّرت أفرادا من الطابور الخامس للتكلم بلسانها و تنفيذ مخططاتها الجهنمية. مخططها تقسيم الدول التي لا تزال صامدة من خراب الربيع العربي، صامدة ضد التيار الجارف للاقتصاد الأوروبي، اقتصاد يمتص دم الدول الإفريقية و المغاربية و يستغل ثرواتها، و يعتبر مصالحه مقدسة داخل تلك الدول، و لا مجال للتفاوض أو النقاش، تطبيق التعليمات و الخضوع لا غير، اقتصاد لا زال يحن إلى عهد الاستعمار و الحماية للأسف.
لكن بالمقابل، المغرب في ظل التوجه الجديد تحت قيادة جلالة الملك أصبح قوة ضاربة لا يستهان بها، قوة إقليمية مؤثرة، معادلة صعبة. و هذا ما شكل عقدة للغرب، عقدة السيد و العبد التي لا تزال عالقة في ذاكرته العشوائية.
نقول للغرب أن ألاعيبكم قد اكْتُشِفت و ظهرت للعيان، و وسيظهر الحق آجلا أم عاجلا إذا ما كان التحقيق في الدعوى التي رفعها المغرب ضد تلك المنظمات مستقلا و نزيها كما يدعون : “مديرش متخافش” ليس للمغرب ما يخشاه فيداه نظيفتان عكس وسخ تلك المنظمات.

الاخبار العاجلة